Call us: 0044 2034885460     

حين نطق الذهب باسم الله

House of Emirates®

London – UK

البدايات الأولى للنقود الإسلامية: استمرارٌ لهيمنة النموذج البيزنطي

عندما بدأت الدولة الإسلامية بالتوسع السريع في القرن الأول الهجري/السابع الميلادي، وجدت نفسها في مواجهة تحدٍّ مالي واقتصادي كبير: كيفية إدارة الأسواق وضمان استمرار النشاط التجاري عبر أراضٍ تمتد من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام ومصر والعراق. في تلك المرحلة، كانت النقود السائدة في المنطقة هي النقود البيزنطية من جهة، والساسانية من جهة أخرى. وكانت العملات البيزنطية الذهبية، خصوصًا الدينار البيزنطي

(Solidus)

، تتمتع بسمعة واسعة من الثقة والاستقرار وتمثل وسيلة الدفع الأساسية في التجارة الدولية لذلك لم يكن من الممكن للدولة الإسلامية الناشئة أن تستغني عن النقود البيزنطية فورًا، لا سيما وأن الأسواق التجارية اعتادت وزنها ونقاءها ونظامها. ولهذا السبب، جاءت أولى العملات الإسلامية في شكلها البيزنطي ذاته، تحمل نفس الرموز والمواصفات، بما فيها إشارة الصليب الشهيرة التي كانت تُعد رمزًا دينيًا وسياسيًا للدولة البيزنطية


لماذا أبقى المسلمون على إشارة الصليب في أول نقودهم؟

يطرح الكثيرون السؤال: كيف يمكن للدولة الإسلامية أن تُبقي على رمز ديني مسيحي واضح على عملاتها؟ والجواب يكمن في الظروف الاقتصادية والسياسية لتلك الفترة

  1. الحفاظ على قبول الأسواق
    كان التجار في الشام ومصر والعراق متعودين على النقود البيزنطية، وكان أي تغيير مفاجئ يهدد بثقة الناس في العملة الجديدة، وبالتالي قد يعطل حركة التجارة. إبقاء الصليب في البداية كان خطوة عملية ذكية لضمان استمرار التداول دون اضطراب
  2. تجنب التضخم أو رفض العملة
    لو صُكت عملات جديدة مختلفة تمامًا من حيث الشكل والرمز، ربما كان التجار سيشكّون في قيمتها، مما قد يؤدي إلى امتناعهم عن قبولها أو قيامهم بتخفيض قيمتها في السوق
  3. مرحلة انتقالية مؤقتة
    كانت هذه الخطوة مرحلة انتقالية واضحة. فالمسلمون لم ينووا الإبقاء على الصليب بشكل دائم، لكنهم احتاجوا إلى فترةٍ يعتاد فيها الناس على وجود سلطة مالية جديدة

وقد ظهر هذا المنهج تدريجيًا في أقاليم مختلفة، مثل الشام ومصر، حيث استُخدمت نسخ بيزنطية معدلة، احتُفظ فيها بالشكل العام، بينما بدأت تُضاف إليها كلمات عربية مثل “بسم الله” أو “محمد رسول الله” لاحقًا


التحول الكبير: إلغاء الصليب وصك عملات إسلامية خالصة

مع استقرار الدولة الإسلامية واتساع نفوذها، جاء الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ليقود أكبر إصلاح نقدي في تاريخ المنطقة. في سنة 77 هـ/696 م أُلغيت الرموز البيزنطية نهائيًا، وعلى رأسها إشارة الصليب، وصُكت أولى الدنانير الإسلامية الخالصة التي حملت كتابات عربية بحتة دون أي صور أو رموز دينية غير إسلامية

وشملت عملية الإصلاح

  • إزالة الصور البشرية التي كانت تظهر على النقود البيزنطية
  • إلغاء الصليب بشكل كامل
  • إضافة عبارات قرآنية واضحة، مثل
    “لا إله إلا الله وحده لا شريك له”
    “الله أحد الله الصمد”
  • توحيد الوزن والمقاييس لضمان الثقة الدولية في الدنانير الإسلامية
  • اعتماد تصميم دائري مميز يعتمد على الخط العربي كعنصر جمالي

بهذا الإصلاح، أصبحت العملة الإسلامية واحدة من أنقى وأضبط أنظمة النقود في العالم القديم، وانتشرت من الأندلس إلى الهند، وأصبحت أساسًا للتجارة العالمية لأكثر من خمسة قرون


القيمة التاريخية لنماذج العملات الإسلامية المبكرة

تُعد العملات الإسلامية الأولى ذات الطابع البيزنطي، وخاصة تلك التي ما زالت تحمل إشارة الصليب المعدلة أو المحذوفة جزئيًا، من أندر وأهم القطع في تاريخ النقود. فهي تمثل

  • مرحلة التحول من الهيمنة البيزنطية إلى الاستقلال الإسلامي
  • دليلاً على دقة التدرج السياسي والاقتصادي في الدولة الإسلامية
  • شاهدًا على أقدم المحاولات لصياغة هوية نقدية إسلامية موحدة
  • قطعًا نادرة لا تتكرر، إذ صُكت لفترة قصيرة قبل الإصلاح النقدي الأموي

لهذا السبب، يلجأ الكثير من هواة اقتناء الكنوز التاريخية والمستثمرين في المعادن النفيسة إلى البحث عن هذه الإصدارات المبكرة، نظرًا لارتفاع قيمتها التاريخية والنقدية في الأسواق العالمية

تملك شركتنا في لندن مجموعة نادرة من النماذج الأولى للعملات الإسلامية ذات الطابع البيزنطي، بما فيها القطع التي تحمل الصليب قبل إلغائه، وكذلك النسخ الانتقالية التي تظهر فيها التعديلات الإسلامية الأولى

هذه القطع لا تمثل مجرد عملات، بل وثائق حية تحكي بدايات الهوية النقدية الإسلامية، وتُعد استثمارًا ذهبيًا ذا قيمة متزايدة في عالم العملات التاريخية

Latest Products